ثمن العبور.. قلب!


في ذاك المساء ..
أدركت ان القلب هو الجاني .. من قبل ومن بعد
كان يستجديني بعواطفه و بنبضاته المتسارعة ..
و يبكيني عندما ينزف امامي بطريقته المميتة والتي يشل فيها أوردتي ..
و يغريني عندما تتسع دائرة ذوبانه بيني وبين شرايينه
ابتلعته حينها,
واغمضت عيني كي لا يتلاشى بقايا ذلك الجسد المسجون بين اطرافه ..
وأغلقت فمي كي لا يتبخر ما تبقى من طعمه
واجتمعت بين جسدي و عقلي ..
واجمعنا على أن لا جدال في المسير ..
فعندما نضحي في القلب .. تبدأ رحلة العبور !
فلا شيء يعلق الاماني ..سوى القلب
و لا شيء يلغي تفاصيل الاماكن سوى القلب
و لا شيء يعطل لغتنا سوى القلب
ولا شيء ينهك اقدامنا سوى القلب
ولا شيء يحفظ كرامة الجاني سوى القلب
ولا شيء يستبيح معتقداتنا سوى القلب
ولا شيء يعبث في تمردنا سوى القلب
و لا شيء يبيح لنا الموت سوى القلب
و لاشيء يعبث في أنفاسنا سوى القلب
و لا شيء يقلب موازين الفرح و لحظات الحب سوى القلب
و لا شيء يعمي بصيرة الفقد سوى القلب
ولا شيء إلا هو جزء منه
قطعة من جسد مغموسة بين اطراف دموية و خيوط حياة..
تمسح معالم كينونتنا ,, وتزرع الطريق من جديد
أي تفاصيل تفوح منها المعجزات يمتلكها ذلك المجنون؟
وكأن العبور مشروط بفقدانه
.
.
بعد أن ترجع لي أنفاسي ..
حينها اتساقط ..
و استعيذ من شيطان ذنبي الذي اقترفته ..
و اتنازل عن العبور ..
فقط لأنه هناك ..
يقتات من ذلك القلب المشترك ..
ويستنشق هوائة منه
فأبكي ,, أبكي ,, الى ان ينتهي السهر ..
وينام جسدي
واستيقض على دموع لم تتحرر من ملحها بعد
وابدأ رحلة العبور من جديد
و ..
.. و

اخلد للنوم يا زائري , كي لا افتقدك غداً !

265 تعليق

Comments are closed.